Ads 468x60px

.

Labels

1 (1)
       

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الشهيد جاسم حسين الساعدي


تناغت ألانجم في سماء صافية في احدى ليالي الربيع الدافئة لتصوغ أجمل العتابا لمناغاة وليد ولج قلب السنين قبل أوانه ونوّر بيت أبيه ببهائه فكان الزهرة ألاولى التي أنبتت في حديقة عزٍ وبسمة فرحةٍ رسمت على فاه طالما رتل القرأن وأسمعه لجنينه. بزغ النور وتمتمت ألام ولد أم بنت؟ فكان الجواب شافي والنداء خارج من صميم القلب انه ولد جميل كجمال ليلته وبدر مكتمل بإكتمال أيامه جعله الله من ألابناء البارين وكتبه في سجل المؤمنين. لم يختلفوا في تسميته فكان إسمه سابق لولادته. حمل البر والتضحية من إسمه فنعم ألابن البار جاسم ونعم المضحي والمؤثر. لم يعش طفولته كباقي ابناء عمره كان كثير الإثار والتنازل حتى غدى معروفاً بالتمرد  على طفولته ونزعاتها وصباه وما لاقاه. ومرت السنون وكبر جاسم وإشتد عوده وصار يمشي ويجئ وعينا والده تراقبانه في تحركاته وخطواته. زرع فيه الحب والوفاء فكان نعم البذرة الصالحة في تربة نقية طهرت وتشرفت بغرستها وتباهت ونافست الأخريات في ثمرها فضلت تجني ثمارها حتى يومنا هذا. جاسم إبن الاربعة عشر ربيعا ناهز السماء علوا وشموخا ليطول منها علوها ويمسك بحبل الوصول اليها ويكمل عدد أنجمها ويضيف لها قمرا اخرا. لم يكن تكليفه تقليدا بل كان عن دراية ووعي سابقين إختار بنفسه مقلده ألاول والأوحد السيد الشهيد محمد باقر الصدر, فكان له الاب الثاني الذي يتلقى منه أوامره الدينية ومعلمه الذي وضعه على  جادة القواعد ومشعله الذي لاينطفئ ونبراس عزه الذي لايخفت ومعوله الذي لايكل سحقا بالصخور النخرة وسكينه التي لاتمل طعنا بالفاسقين والجبابرة. ساد أبناء جيله حتى عرف بالحنكة والادب البالغين وماقولنا هذا عن حب او غلو وإنما هو واقع يشهد به القاصي والداني. جاسم الذي لم يعرف للهوى باب ولم يزغ عن طريق حق قل سالكيه كان يتلذذ بإدخار مصروفه اليومي لشراء الكتب الدينية والتثقف وتعليم النفس وتهذيبها وزرع الخصال النبيلة في قلبه الأخاذ فرمى شباكه في بحر لجي عز حتى عن مهرة صياديه ان يجئ بسمكة صغيرة ولكنه مالبث إلا وجاء بالحوت معلقا نابه في طعم عز على الصيادين معرفة سر وصفته. سار ولم يلتفت وراءه بلغ السابعة عشر عاما من عمره مؤمنا ورعا متقيا غيورا صبورا وافق على مقترح أبيه بتزويجه ليكمل النصف ألاخر من دينه ويضيف شموعا أخرى لقصر الحب ومعمورة الورع فوقع ألاختيار على إبنة عمه ابنة الثانية عشر عاما لتكون شريكة حياة بطل مسلح بسلاح الإيمان ومخافة الله. إبنة العم التي كتب الله لها اليتم قبل ولادتها لتحرم من حنان ألاب وعطفه رأت في جاسم الأب الحنون والزوج المحب والقدوة الحسنة فكانت نعم الزوجة البارة ونعم الشريكة المضحية. ثورة عزه لم تنضمر وتمرد أيامه لم يتنازل عنه حتى بلغ الجهد منها ذروته فدخل معترك السياسة فتيا مقتنعا بفعله راجيا زوال حقبة ظالمة جثت على رقاب أبية لم تعرف معنى الخنوع فكيف لها أن تطأطأ رأسها لشرذمة من صنيع شرار الخلق. كان سياسيا ناجحا وزوجا صالحا وإبنا بارا وإكتال من مغرف الحياة مايغنيه حتى غدى زهوها لايعنيه وهو الشهير بقوله والمعروف بعبارته  " إني أرى دنيانا قد تلوثت وأيامنا قد إسودت فاما التحرير واما الشهادة, الا وإني متلهف للشهادة تلهف الطفل لإلتهام الحلوى في أيام العيد" وضعها وصفة وسار بتحضيرها على خطوات كتبت ودرست وجربت فكانت نتائجها مضمونة ولو بعد حين. لم يهتم بالمردود ألاني وإنما كان هدفه أسمى وأعز من أن يضمحل, سار متبعا خطى السابقين ومحفزا جيله وألاجيال القادمة على هذا الدرب حتى كان من أوائل الدعاة واول المشاركين بالجناح العسكري منه لم ترهبه كثرة السواد لتذكر قوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله والله مع الصابرين) ولم تزل خطاه لانه كان دائم التمعن بقوله عز من قال (ياءيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) ولم يفزعه كبر السلاح على يديه الناعمتين لانه متزود بسلاح اقوى الا وهو (وأعدو لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فربط جأشه وتصدى لها حتى إنظم لمسيره المثقفين وإقتاد به الواعين وكان هو المنظم لمجموعة من الشباب من هم يفوقونه عمرا وتحصيلا علميا. اغترف من اناء معلمه الاول واستاذه الكبير غرفة ايمان وختمها بالتضحية فلم يعنيه مابينهما. إحتدم الصراع وامتزجت الأصداء وبلغت ذروة الفداء بعد إعتقال الشهيد الصدر واستشهاده. صمم جاسم على الشهادة ولم يبالي بطرف المعادلة الأخر وهو حياته وأهله, فعلت كفة الميزان لديه وطغت أخرى. فسار وراء كفة عقله وايمانه تاركا كفة قلبه لزمان كفيل بعلاجها. فكان دائم النصح لاخيه على السير ومواصلة دربه والمحفز الأوحد له بالرغم منخوف اخيه عليه وتحذيره إياه وطرخ خيار المغادرة عليه وترك البلد فكان جوابه قد مزق صمت الواقع وطعن ظهر الغادر( اني لاارى لهذه الدنيا قرار بعد رحيل الاخيار وابناء فحول الكرار فمن العار لنا ترك الثأر والتسليم للاقدار) سجع شق عصا التمرد ونهل من معين الزمرد احجارا كريمة. وتوالت الانباء وتصاخبت ولاح بدر كان مغطى بغمام الوهدة الا وهو الابن مصطفى. ولد مصطفى فكان الخطوة الجريئة والخطرة في حياة جاسم, لم يعد جاسم الصغير ولم يعد جاسم المتزوج بل هو الان جاسم الاب فكان الكل يعتقد بان تفكيره سوف يشغل في ولده وينأى عن درب الخطر ولو لولهة فيفاجئ الجميع ويصدموا بان ابو مصطفى قد زادت صلابته وارادته ولم يهن له عضد ولم تكسر له شوكة حتى على حساب ولده, فكان يناغيه ويداعبه ويسمعه كلمات حب إمتزجت بدمه لتعينه على ماهو أت ويهمس بأذنه عبارات عز على الفقيه إدراكها ولكنه كان يضحك لها ويبتسم بوجه أبيه قائلا (آه- آه) فكانت تلك بمثابة النعم له والتسليم بقضاء الله وقدره وقرار ابيه فتحسسها ابو مصطفى من ولده لتكون المحفز الاخر والمشجع على السير بهذا الدرب. مصطفى ابن الاربعين ليلة يصرخ من دقات باب بإيدي لئيمة جاءت لتمثل الشر والجبن كله بوجه الخير والعز كله. كان صراخه صراخ محذر وبكاءه بكاء مودع وفك قماطه دلالة على تعلقه بوالده فكان يرجو ان يشبك ذراعيه برقبة ابيه ويسمعه اهات الولاء والرضا بما هو آت والتطمين له بان إناء خيره لن ينسكب هدرا في صحراء قفرة بل سوف يوضع بوضعه الصحيح. خرج جاسم لهم بصدر أعزل وقميص نوم فإرتعدت فرائسهم وهم جاهلين له فأول سؤال نطقوا به بعد عودتهم خطوة للوراء اين جاسم؟ كانو منكرين له وهو ألاعرف بهم وبمقصودهم ونيتهم المبيتة "انا جاسم" سوف أتي معكم بهدوء أرجوكم لاتزعجو احد!! فعاش أهدء الناس في حياته وسار بهدوء وسكينة لمنيته لعلمه بما سيؤل اليه أمره. سارو بجاسم الخير سارو بأبي مصطفى وتركو وراءه حمل تكادئ الزمان منه وضاق به ذرعا, ابٌ اكتوى بنيران فراقه, وأم حرمت نفسها لذة الرقاد مواساة له, وزوجة كتب لهل يتم أخر, ومصطفى نور العيون بذرة ابيه يتمتم تارة لتذكره العبارات التي قيلت له ويبكي أخرى لصداها في مسمعه.                                             
                                     
                       
                                   بقلم اخيه ابو مصطفى الساعدي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ممنوع السب و التجريح لاي شخص كان

 
.

Sample text

Sample Text

Sample Text